العمليات الغير جراحية
س. ما هي الأشعة التدخلية؟ وما هو اختلافها عن باقى انواع الأشعة؟
ج. هذا الاسم "الاشعة التدخلية" يسبب بعض الالتباس فى الفهم. فالأشعة التدخلية ليست نوعا من الأشعة ولكنها علم جديد , يعنى باستخدام أنواع الاشعة المختلفة كوسيلة للاسترشاد أثناء اجراء تدخلات في داخل الجسم البشرى باستخدام أدوات دقيقة , مثل الإبر والقساطر, دون اجراء فتح جراحي. إنها باختصار " العمليات الغير جراحية " !!!؟
س. مثل ماذا؟
ج. الأمثلة متعددة ومتباينة. مثلا, قبل اختراع الموجات الصوتية والاشعة المقطعية كان الجراح يضطر لادخال مريض الاورام المستشفى لمدة ٢٤-٤٨ ساعة ويقوم بفتح بطنه تحت تخدير كلى, لاستئصال عينة من الورم بغرض تحليل لانسجة الورم للوصول الى تشخيص دقيق. الأن هذه العملية تم اختصارها فى إبرة صغيرة توجه مسترشدة بالاشعة نحو الورم داخل الجسم وتقتطع جزء منه, وذلك فى اجراء يستغرق نصف ساعة, ينصرف المريض بعدها الى منزله
بنفس المنطق تم ابتكار أدوات عديدة تقوم بوظائف متباينة داخل الجسم , من قطع الى حقن إلى نفخ إلى شفط إلى .. إلى.. والشيء المشترك الذي يجمع كل هذه الادوات أنها كلها دقيقة الحجم , لا تحتاج الى فتح جراحي.. وبناء عليه تم ابتكار عمليات جديدة واندثرت عمليات تقليدية . ومن الامثلة المتكررة يوميا توسيع الشرايين الضيقة بالبالون, حقن الوحمات الدموية بالمواد المخثرة, القضاء على الاورام بالتسخين (التردد الحراري), استئصال الانزلاق الغضروفي بدون جراحة, وغيرها كثير
من الذي يقوم بهذه العمليات الغير جراحية؟
هذا العلم بدأ وتطور على يد أطباء الأشعة بحكم الامر الواقع, فطبيب الاشعة هو أول من أدخل ابرة داخل الجسم مسترشدا بوسيلة التصوير, فيستطيع توجيه الابرة الى الهدف ومتجنبا فى نفس الوقت أي عضو أو وعاء دموي قد يكون موجودا بالقرب من الهدف
ولكن بمرور الوقت -ولعدم وجود قواعد حاكمة- وعدم وجود حد فاصل بين العلوم أصبح العديد من الاطباء من التخصصات الاخرى يمارسون هذه العمليات, فأصبحت قساطر القلب العلاجية تمارس بواسطة أطباء القلب, وتوسيع الشرايين يمارس بواسطة جراحي الاوعية الدموية, والتردد الحراري يمارس بواسطة أطباء الأمراض الباطنة, وهكذا . ومع الوقت , فإن الموقف أصبح يسبب شيء من الحيرة. فطبيب الأشعة هو الاقدر على التعامل مع صورة المريض, بينما الطبيب المعالج قد يتفوق على طبيب الأشعة فى تقييم الحالة ككل أثناء إجراء العلاج ولا يقتصر على تقييم الصورة فقط.
مما تقدم قد يكون الوضع الأمثل هو أن يعمل الطبيبان معا كفريق , وقد يقوم الطبيب المعالج بتقييم الحالة , فإذا رأى أنها تحتاج الى إجراء تدخلى فإنه يحيلها إلى طبيب الأشعة, فيقوم بإجراء العملية ثم يعيد المريض إلى الطبيب
عودة إلى الأشعة التشخيصية والتدخلية