على الرغم من أن التصوير بالمسح الذري هو فرع أصيل من فروع الاشعة التشخيصية, إلا أن هذا الفرع أحيانا ما يعد علما متخصصا ويتم تدريسه في الجامعة على انه علم منفصل عن علم الاشعة
التصوير بالنظائر المشعة (أو المسح الذري) عبارة عن حقن مواد داخل الجسم لها نفس التركيب الكيميائي مثل المواد الطبيعية الموجودة داخل الجسم , مع تحوير بسيط فى الخصائص الفيزيائية لتلك المواد بما يسمح لها بأن تصدر أشعة. هذا التحوير يعنى أمرين متلازمين الاول: بما أنها لها نفس التركيب الكيميائي للمواد الطبيعية في الجسم , فهذا يعنى انها غير سامة وغير ضارة , كما أنها ستدخل في نفس العمليات الكيميائية الطبيعية التى تدور في الجسم وخلاياه. الثاني: بما أنها تصدر اشعة , بالتالي فإنها يمكن الكشف عنها وتتبعها داخل الجسم وتحديد نسبة توزيعها في الاماكن المختلفة داخل الاعضاء. هذا ببساطة يعنى أننا سنكون قادرين ليس فقط على تصوير اعضاء الجسم , ولكن أيضا قادرين على متابعة الوظائف والعمليات الكيميائية في الجسم البشري |
كمثال -والامثلة كثيرة-
مسح العظام - وفيه يتم حقن مادة التكنيشيوم المشعة, والتى تتراكم داخل خلايا العظام النشطة أكثر من خلايا العظام الكامنة. هذا ببساطة يعنى أننا نستطيع ان نرى المواضع التى تنشط فيها خلايا العظام , وهي عادة تكون نفس الاماكن التى تحدث فيها المشاكل مثل الكسور او الالتهابات او الاورام. هذا يمكننا من الكشف مبكرا جدا عما اذا كان الورم الموجود في الرئة او الثدي مثلا قد انتشر الى العظام من عدمه
ميزة هذه الوسيلة هي الحساسية العالية وبالتالي الكشف المبكر عن تطورات المرض. لكن يعيبها عدم الدقة , فهي لا تميز بين ورم او كسر او التهاب مثلا , وقد يحدث احيانا ان يجد الطبيب منطقة في الضلوع مثلا بها نشاط عالي (او مايسمى بؤرة ساخنة) و بسؤال المريض يجد انه قد اصيب بكسر في الضلوع منذ عدة شهور. هذا قد يعد تفسيرا لوجود مثل تلك البؤرة في هذا المكان , وبالتالي يستبعد الطبيب احتمال انتشار الورم ... وهكذا
مثال أخر, حيث يعاني بعض المرضى من نزيف مزمن وبطيء في الجهاز الهضمي, عادة يكون في صورة براز اسود اللون مصحوبا بأنيميا (فقر دم), وتكمن المشكلة في عدم معرفة مكان النزيف من الامعاء (البالغ طولها ٨ أمتار او أكثر). هنا قد يلجأ الطبيب الى المسح الذري, حيث يتم حقن كرات دم حمراء يتم استخلاصها من المريض اولا ثم معالجتها بمواد مشعة ثم اعادة حقنها داخل اوعية المريض مرة اخرى. تدور الكرات المعالجة في الدم (شأنها شأن كرات الدم الطبيعية) ويمكن تتبعها في موضع النزيف وتحديده, وبالتالي يمكن وضع خطة للعلاج طبقا للمعلومة الجديدة
أسئلة وأجوبة
س. هل هناك ضرر من المواد المشعة
ج. الجرعة التى تحقن في المريض لا تشكل خطرا على صحة المريض في الظروف العادية. ومع ذلك فهناك محاذير يجب تجنبها كما في حالات النساء الحوامل , حيث قد تكون المواد المشعة مصدر خطر حقيقى على الاجنة, خصوصا في اشهر الحمل الاولى. لابد أيضا من الانتباه ان المريض يكون هو نفسه مصدر الاشعاع , وقد يستمر هذا الوضع لمدة ساعات بعد انتهاء الفحص (أحيانا لمدة ٢٤ ساعة), وفي تلك الحالات ينصح بعدم مخالطة المريض لفترات طويلة أثناء تلك الساعات, حتى لا يتعرض الاهل المخالطين إلى الاشعاع بدون داعي
س. هل يسبب المسح الذري آلاما؟
ج. على الإطلاق .. بخلاف حقنة المادة المشعة التى تحقن عادة في الوريد , فإن الفحص لا يسبب اي متاعب او حتى أي إحساس بعدم الراحة
س. كم يستغرق وقت الفحص؟
ج. يحتاج المريض ان يجرى عملية التصوير بعد الحقن مباشرة وقد تستغرق حوالي ساعة. بعدها قد يحتاج المريض إلى جلسة تصوير متأخرة (بعد ٤ او ٦ ساعات مثلا) لمتابعة انتشار المادة المشعة في الجسم. هذه الفترات الزمنية قد تختلف طبقا لنوع الفحص والعضو المراد فحصه
س. هل يتعارض المسح الذري مع فحوص الاشعة الأخرى؟
ج. في معظم الحالات لا يوجد تعارض, باستثناء بعض الحالات الخاصة , على سبيل المثال فإن فحص الغدة الدرقية يتم بحقن اليود المشع في الوريد لمتابعة كمية اليود التى سوف تتراكم في الغدة. هذا الفحص قد يتأثر إذا كان المريض قد قام بإجراء أشعة بالصبغة من قبل على أي عضو من أعضاء الجسم (حيث تحتوي الصبغة على كميات كبيرة من اليود , الذي يتراكم في الغدة وبالتالي تصبح الغدة مشبعة باليود) فتعطي نتيجة خاطئة. نتيجة لذلك يجب عدم إجراء مسح ذري باليود على الغدة الدرقية إذا كان المريض قد أجرى أشعة بالصبغة في خلال الستة شهور السابقة على الفحص. أما إذا كان المريض مطلوبا له اجراء كلا من الفحصين معا , ففي هذه الحالة يتم إجراء المسح الذري أولا حتى لا يتأثر بالصبغة