إذا كان هناك صديق لك ذهب للعلاج بالخارج , او قريب لك يعيش في احدي الدول العربية ودفعته الظروف الى اجراء عملية جراحية أو فحص أشعة أو منظار أو أي إجراء تدخلي, فإنه سيخبرك أنه قد اضطر الى توقيع اقرار بالموافقة على الاجراء المذكور , وان الطبيب لم يكن ليقوم باجراء العملية لو لم يوقع هذا الاقرار.
فما هو هذا الاقرار؟ وما هي شروطه لكي يصبح مستندا يعتد به قانونا؟
-------------------------------------------------------------------
من الطبيعى أن المريض عندما يطلب العلاج من الطبيب فإنه يذهب اليه بمحض اختياره. ومع ذلك فإن اسلوب العلاج المتاح قد يختلف من مكان الى مكان. وإذا كان أسلوب العلاج ينطوى على اي نوع من أنواع التدخل داخل الجسم, ولكي يقوم الطبيب بتقديم الخدمة العلاجية الى المريض, فإنه يحتاج الى ان يشرح للمريض عدة أمور نلخصها كما يلى: ؟
طبيعة المرض والمضاعفات المنتظرة إذا لم يجر المريض العملية.
فأحيانا يكون المرض محدود وليس له مضاعفات خطيرة مثل بعض الاورام الحميدة مثلا. ترك المرض بدون علاج قد لا يمثل خطرا على المريض , بالتالى قد يفضل المريض عدم خوض العملية خوفا من مضاعفات العملية فى حد ذاتها
الخطورة المصاحبة للاجراء الجراحي.
فهناك عمليات جراحية نسبة نجاحها تتعدي الـ٩٠٪ وأكثر, بينما هناك عمليات خطيرة. القرار هنا يجب ان يراعى التوازن بين هذه النقطة والنقطة السابقة, فالمريض قد يفضل خوض عملية رغم أن نسبة نجاحها لا تتعدي ٥٠٪ لان مضاعفات المرض مؤكدة واكثر خطورة
هل هناك بدائل؟ وما هي كفاءتها ونسبة نجاحها؟
على سبيل المثال هناك بعض الامراض التى تعالج بالأدوية مدي الحياة , أو يمكن اجراء جراحة لمرة واحدة بعدها يعيش المريض حياة طبيعية. هنا يجب على الطبيب ان يشرح للمريض الوضع بالتفصيل ويترك له الخيار.
تفاصيل الاجراء الجراحي
وهذه تشمل كيفية التحضير للعملية ونوع التخدير (كلى او موضعى أو نصفى) , وشرح مبسط لخطوات العملية. على الطبيب أيضا أن يبين للمريض مدة الاقامة فى المستشفى وتعليمات فترة النقاهة وما بعدها , وهل هناك علاج بالادوية بعدها ؟
من سيقوم بالجراحة؟ ومن سيتابع حالة المريض؟
المضاعفات المحتملة للجراحة.
هذه النقطة تحديدا هي الاكثر سخونة وإثارة للجدل. فالمريض المصرى بالذات لا يحب أن يسمع كثيرا عن المضاعفات المحتملة , ويفضل الطبيب الذي يخبره ان "العملية مضمونة". مثل هذا الكلام لا محل له من الصحة والمنطق, فلا شيء على الاطلاق مضمون فى الطب وأي طبيب مهما كانت براعته لا يستطيع ان يضمن نجاح العملية إلا بقدر ما يضمن لنفسه أن يبيت غدا فى بيته !!!؟
المعضلة تكمن فى سرد تفاصيل الخطورة المحتملة, وعلى سبيل المثال , فأنت عندما تقرأ النشرة الموجودة فى علبة دواء مثل الاسبرين فستجد كم من المخاطر المذكورة تجعلك تعيد النظر , وقد تقرر أن تتحمل الصداع عن أن تأخذ مخاطرة تناول قرص الاسبرين !!! ومع ذلك فالحقيقة أن أحدا لم يتوقف عن تناول الاسبرين , ولم نسمع عن حوادث الاسبرين !! ؟ هذا السرد لكل المخاطر بصرف النظر عن نسبة واحتمال حدوثها , هو أمر ضروري من الناحية القانونية درءا لأى مسئولية على الشركة المنتجة للدواء
بالمثل ومن هذا المنطلق يمكن فهم لماذا يحتوى الاقرار بالموافقة على اجراء فحص (أشعة بالصبغة مثلا) على مضاعفات عديدة تبدأ من الحساسية وحكة الجلد وتتطور الى صدمة وفقدان الحواس والفشل الكلوي وتنتهى بالوفاة !!!!!! ؟ هذه المضاعفات -من الناحية القانونية- يجب ان تكون مذكورة فى الاقرار ,رغم أن ذلك قد يسبب الذعر لدى المريض عند قراءته لها, وقد يتراجع عن استكمال العلاج.
من هنا كان لزاما أن يفهم المريض -وأهله- الأبعاد الحقيقية للموضوع, فعلى الرغم من أن بعض هذه الفحوص تجرى يوميا ألاف المرات , وإن المضاعفات -الخطيرة- قد لا تحدث الا فى حالة واحدة من كل عشرة ألاف مريض يجرون هذا الفحص, فإن هذه النسبة يجب أن تذكر للمريض بوضوح في نفس الوقت الذي يتم تذكيره بالمخاطر التى سيتعرض لها اذا لم يقم باجراء الفحص او العملية, حتي يمكنه اتخاذ قراره على بينة
.إقرار بأن الطبيب قد أجاب على كل أسئلة المريض إجابة نافية للجهالة
هذا من الناحية الفنية أو الطبية. أما من الناحية القانونية فقد يهمك عزيزي القارئ أن تكون ملما ببعض المعلومات
ماهي فائدة الإقرار؟
يعتبر الإقرار بمثابة مستند قانونى الهدف منه حماية كل من الطرفين: فالمريض يضمن أن الطبيب لن يجرى له أي عملية أو فحص دون علمه بكل المعلومات اللازمة والنتائج المترتبة, بينما يضمن للطبيب أن المريض لن يتجنى عليه في حالة ما إذا فشلت العملية لا قدر الله
من يوقع على الاقرار
الأصل أن المريض هو الذي يوقع على الاقرار بالموافقة على اجراء الفحص او العملية. ومع ذلك فيمكن فى حالات معينة أن يقوم أقارب المريض بالتوقيع نيابة عنه: على سبيل المثال
١- الأطفال يقوم ذووهم بالتوقيع
٢- إذا كانت حالة المريض تمنعه من تفهم وضعه الصحى, مثل المريض فاقد الوعي
٣- إذا رأى أهل المريض عدم ابلاغه بحقيقة حالته الصحية لأن ذلك قد يؤثر سلبيا عليه
٤- بعض الدول تشترط توقيع الزوجين على العمليات التى تختص بالجنين , مثل الاجهاض
في حالات استثنائية قد لا يمكن اخذ إقرار بالموافقة كما فى حالات الحوادث الطارئة , حيث يصل المريض الى المستشفى فى حالة حرجة ولا يوجد معه مرافق. في هذه الحالة فإن الطبيب يكتب اقرارا بأن الحالة لاتحتمل الانتظار لحين موافقة الاهل , ويوقع معه على الاقرار طبيب أخر
في كل الأحوال يجب أن يوقع الطبيب المعالج (الجراح مثلا) على الإقرار بعد أن يوقع المريض, ثم يتبعه اثنان من الشهود, فى أغلب الأحيان يكونان من هيئة التمريض. ويجب على المريض أن يوقع باسمه كاملا, مع تسجيل تاريخ التوقيع
فما هو هذا الاقرار؟ وما هي شروطه لكي يصبح مستندا يعتد به قانونا؟
-------------------------------------------------------------------
من الطبيعى أن المريض عندما يطلب العلاج من الطبيب فإنه يذهب اليه بمحض اختياره. ومع ذلك فإن اسلوب العلاج المتاح قد يختلف من مكان الى مكان. وإذا كان أسلوب العلاج ينطوى على اي نوع من أنواع التدخل داخل الجسم, ولكي يقوم الطبيب بتقديم الخدمة العلاجية الى المريض, فإنه يحتاج الى ان يشرح للمريض عدة أمور نلخصها كما يلى: ؟
طبيعة المرض والمضاعفات المنتظرة إذا لم يجر المريض العملية.
فأحيانا يكون المرض محدود وليس له مضاعفات خطيرة مثل بعض الاورام الحميدة مثلا. ترك المرض بدون علاج قد لا يمثل خطرا على المريض , بالتالى قد يفضل المريض عدم خوض العملية خوفا من مضاعفات العملية فى حد ذاتها
الخطورة المصاحبة للاجراء الجراحي.
فهناك عمليات جراحية نسبة نجاحها تتعدي الـ٩٠٪ وأكثر, بينما هناك عمليات خطيرة. القرار هنا يجب ان يراعى التوازن بين هذه النقطة والنقطة السابقة, فالمريض قد يفضل خوض عملية رغم أن نسبة نجاحها لا تتعدي ٥٠٪ لان مضاعفات المرض مؤكدة واكثر خطورة
هل هناك بدائل؟ وما هي كفاءتها ونسبة نجاحها؟
على سبيل المثال هناك بعض الامراض التى تعالج بالأدوية مدي الحياة , أو يمكن اجراء جراحة لمرة واحدة بعدها يعيش المريض حياة طبيعية. هنا يجب على الطبيب ان يشرح للمريض الوضع بالتفصيل ويترك له الخيار.
تفاصيل الاجراء الجراحي
وهذه تشمل كيفية التحضير للعملية ونوع التخدير (كلى او موضعى أو نصفى) , وشرح مبسط لخطوات العملية. على الطبيب أيضا أن يبين للمريض مدة الاقامة فى المستشفى وتعليمات فترة النقاهة وما بعدها , وهل هناك علاج بالادوية بعدها ؟
من سيقوم بالجراحة؟ ومن سيتابع حالة المريض؟
المضاعفات المحتملة للجراحة.
هذه النقطة تحديدا هي الاكثر سخونة وإثارة للجدل. فالمريض المصرى بالذات لا يحب أن يسمع كثيرا عن المضاعفات المحتملة , ويفضل الطبيب الذي يخبره ان "العملية مضمونة". مثل هذا الكلام لا محل له من الصحة والمنطق, فلا شيء على الاطلاق مضمون فى الطب وأي طبيب مهما كانت براعته لا يستطيع ان يضمن نجاح العملية إلا بقدر ما يضمن لنفسه أن يبيت غدا فى بيته !!!؟
المعضلة تكمن فى سرد تفاصيل الخطورة المحتملة, وعلى سبيل المثال , فأنت عندما تقرأ النشرة الموجودة فى علبة دواء مثل الاسبرين فستجد كم من المخاطر المذكورة تجعلك تعيد النظر , وقد تقرر أن تتحمل الصداع عن أن تأخذ مخاطرة تناول قرص الاسبرين !!! ومع ذلك فالحقيقة أن أحدا لم يتوقف عن تناول الاسبرين , ولم نسمع عن حوادث الاسبرين !! ؟ هذا السرد لكل المخاطر بصرف النظر عن نسبة واحتمال حدوثها , هو أمر ضروري من الناحية القانونية درءا لأى مسئولية على الشركة المنتجة للدواء
بالمثل ومن هذا المنطلق يمكن فهم لماذا يحتوى الاقرار بالموافقة على اجراء فحص (أشعة بالصبغة مثلا) على مضاعفات عديدة تبدأ من الحساسية وحكة الجلد وتتطور الى صدمة وفقدان الحواس والفشل الكلوي وتنتهى بالوفاة !!!!!! ؟ هذه المضاعفات -من الناحية القانونية- يجب ان تكون مذكورة فى الاقرار ,رغم أن ذلك قد يسبب الذعر لدى المريض عند قراءته لها, وقد يتراجع عن استكمال العلاج.
من هنا كان لزاما أن يفهم المريض -وأهله- الأبعاد الحقيقية للموضوع, فعلى الرغم من أن بعض هذه الفحوص تجرى يوميا ألاف المرات , وإن المضاعفات -الخطيرة- قد لا تحدث الا فى حالة واحدة من كل عشرة ألاف مريض يجرون هذا الفحص, فإن هذه النسبة يجب أن تذكر للمريض بوضوح في نفس الوقت الذي يتم تذكيره بالمخاطر التى سيتعرض لها اذا لم يقم باجراء الفحص او العملية, حتي يمكنه اتخاذ قراره على بينة
.إقرار بأن الطبيب قد أجاب على كل أسئلة المريض إجابة نافية للجهالة
هذا من الناحية الفنية أو الطبية. أما من الناحية القانونية فقد يهمك عزيزي القارئ أن تكون ملما ببعض المعلومات
ماهي فائدة الإقرار؟
يعتبر الإقرار بمثابة مستند قانونى الهدف منه حماية كل من الطرفين: فالمريض يضمن أن الطبيب لن يجرى له أي عملية أو فحص دون علمه بكل المعلومات اللازمة والنتائج المترتبة, بينما يضمن للطبيب أن المريض لن يتجنى عليه في حالة ما إذا فشلت العملية لا قدر الله
من يوقع على الاقرار
الأصل أن المريض هو الذي يوقع على الاقرار بالموافقة على اجراء الفحص او العملية. ومع ذلك فيمكن فى حالات معينة أن يقوم أقارب المريض بالتوقيع نيابة عنه: على سبيل المثال
١- الأطفال يقوم ذووهم بالتوقيع
٢- إذا كانت حالة المريض تمنعه من تفهم وضعه الصحى, مثل المريض فاقد الوعي
٣- إذا رأى أهل المريض عدم ابلاغه بحقيقة حالته الصحية لأن ذلك قد يؤثر سلبيا عليه
٤- بعض الدول تشترط توقيع الزوجين على العمليات التى تختص بالجنين , مثل الاجهاض
في حالات استثنائية قد لا يمكن اخذ إقرار بالموافقة كما فى حالات الحوادث الطارئة , حيث يصل المريض الى المستشفى فى حالة حرجة ولا يوجد معه مرافق. في هذه الحالة فإن الطبيب يكتب اقرارا بأن الحالة لاتحتمل الانتظار لحين موافقة الاهل , ويوقع معه على الاقرار طبيب أخر
في كل الأحوال يجب أن يوقع الطبيب المعالج (الجراح مثلا) على الإقرار بعد أن يوقع المريض, ثم يتبعه اثنان من الشهود, فى أغلب الأحيان يكونان من هيئة التمريض. ويجب على المريض أن يوقع باسمه كاملا, مع تسجيل تاريخ التوقيع